الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
109048 مشاهدة
نصائح لمن نوى الحج

( رحلة الحج )
أخي الحاج، أختي الحاجة إذا عزمت على حج بيت الله الحرام فاجعل إخلاص النية لله عز وجل نصب عينيك، واحرص على إحسان عملك حتى يكون موافقا لهدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الله تعالى لا يقبل من العبد عبادةً إلا أن تكون مخلصة له، موافقة لسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- .
والحج من أعظم العبادات؛ بل هو ركن من أركان الإسلام، فلا بد فيه من نية خالصة لله تعالى، ومتابعة للنبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وقد نص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وجوب متابعته في أداء مناسك الحج، فقال: لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه .
واعزم أخي الحاج على التوبة النصوح من حينك، والتوبة النصوح لا بد أن تكون خالصة لله تعالى، يندم فيها العبد على تفريطه، ويقلع عن الذنب فورا إن كان ذنبه فعل معصية، ويقوم بالطاعة إن كان ذنبه تفريطا في طاعة، ويعزم على عدم العود إليه، ويرد الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب متعلقا بأخذ حق من حقوقهم، ويتحللهم إن كان الذنب باعتداء عليهم في مال أو جسد أو عرض.
واحرص- رعاك الله- على الرفقة الصالحة في سفرك، وخصص لنفسك وقتا تقرأ فيه كتابا من كتب المناسك، أو تسمع شريطا فيه حتى تؤدي حجك على علم وبصيرة.
واحذر التفريط في تعلم أحكام الحج؛ فإن الجاهل قد يفسد حجه وهو لا يشعر إما بفعل محظور أو ترك مأمور.
واسأل أهل العلم عن ما يُشْكِل عليك من أحكام حجك؛ فقد أمر الله تعالى عباده بسؤال أهل العلم، فقال: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ .
أخي الحاج، أختي الحاجة إنك ستجتمع مع إخوة لك في الدين في أكبر جمع عرفه المسلمون على وجه الأرض؛ فعليك أن تراعي حقوقهم، وتحفظ حرماتهم، وليسلم المسلمون من لسانك ويدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .
ولما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحج الأكبر في البلد الحرام وخطب الصحابة- رضي الله عنهم- وبين لهم أهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .